المهرجان قفزة كبيرة للأمام في نشر الوعي وإتاحة المعرفة للجميع
وسط أجواء ربيعية معتدلة تواصلت اليوم الجمعة 28 نوفمبر 2020 في حديقة النخيل على ضفاف بحيرة خالد أنشطة المهرجان السابع للكتاب المستعمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ضمن فعاليات الشارقة عاصمة عالمية للكتاب وتحت شعار (اقتن كتاباً تُنر درباً) حيث من المقرر أن يستمر المهرجان حتى الساعة العاشرة من مساء يوم غد السبت 29 نوفمبر 2020.
ما زال في جعبتنا الكثير
ورغم أن يوم الجمعة يوم عطلة أسبوعية إلا أن اللجنة العليا المنظمة للمهرجان ارتأت أن يتواصل العمل كالمعتاد من الساعة العاشرة صباحاً إلى العاشرة مساء مع التوقف قبل وقت كاف لأداء صلاة الجمعة، وهذا ما أكده الأستاذ عبد الناصر درويش رئيس لجنة الفرز والتصنيف والتسعير وعرض الكتب الذي ذكر أيضاً أنه تم في اليوم الأول عرض 400 ألف نسخة من الكتب وما زالت 600 ألف نسخة في الصناديق الكرتونية لم تتسع طاولات المهرجان لعرضها وهذا في رأيه سيتيح الفرصة أمام الجمهور الذي سبق وزار المهرجان لاقتناء المزيد من الكتب التي لم يجدها في أول زيارة.. ويطمئن درويش زوار المهرجان الذين لم يحضروا بعد أن بانتظارهم حتى آخر لحظة من لحظات المهرجان المزيد من المفاجآت والكتب القيمة، داعياً إياهم إلى عدم التردد والقدوم إلى المهرجان ولو لعدة مرات،، ففي كل مرة هناك الجديد من الكتب.
الأستاذ جهاد عبد القادر المنسق العام للمهرجان رأى أن الاقبال على المهرجان في يوميه الأولين ومع بداية اليوم الثالث كان جيداً جداً موضحاً أن طريقة عرض الكتب باستخدام تقنية من تقنيات البناء وهي السقالات التي تستخدم في الأعمال الإنشائية والتي قدمتها شركة فاست لمقاولات البناء كانت فكرة جيدة وبالفعل هذا ما أشاد به المهندس المعماري السيد محمد المنصوري (إمارات) الذي سبق له وزار المهرجان السادس قبل 4 سنوات في المكان ذاته مؤكداً أن التنظيم جيد جداً وهناك تنوع وغنى في مواضيع الكتب التي تم فرزهاوعرضها بطريقة جيدة داعياً سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية رئيسة اللجان المنظمة للمهرجان إلى المثابرة على تنظيمه إن لم يكون سنوياً فبشكل دوري كل سنتين إن أمكن.
المهرجان يتطور باستمرار
ويستطيع الزائر الذي سبق له أن زار المهرجان وخصوصاً وأن هناك بعض من واكب المهرجان في بداياته منذ أبريل 2006 أن يلاحظ حجم التطور والتقدم الذي يشهده هذا المهرجان في كل دورة من دوراته سواء من حيث أعداد الكتب المتزايدة التي تتاح أمام الجمهور للاختيار منها بحرية والتي وصلت في الدورة الحالية إلى مليون نسخة كتاب، أو من حيث أعداد المتطوعين الذين يتسابقون لخدمة جمهور المهرجان وبعضهم ممن كان يعمل منذ أشهر في عمليات الفرز والتسعير والتصنيف، أو من حيث طريقة العرض والتصنيف التي تتيح للزوار التنقل بسهولة وحرية بين أقسامه، وهو ما يشير إليه السيد جهاد عبد القادر منسق عام المهرجان الذي يقول أن طريقة عرض الكتب وتوزيع الطاولات على خطوط طويلة ومساحات مريحة تمت استعارتها من طرق البناء الحديثة، فضلاً عن تجهيزات البنى التحتية وتمديدات الكهرباء التي روعيت فيها كل معايير الأمن والسلامة، مضيفاً أن منظمي المهرجان وبتوجيهات من سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي أخذوا بعين الاعتبار أن تكون هذه الأيام الأربعة متنفساً ممتعاً ومفيداً للأسر، وهذا ما تمت مراعاته في برنامج الفعاليات المصاحب بالإضافة إلى مجموعة من أكشاك المطاعم التي تلبي احتياجات الجمهور بكل فئاته العمرية وساحات الألعاب الممتعة التي أضفت أجواء من البهجة والمرح أضيفت إلى الطقس المعتدل والجميل الذي نشهده هذه الأيام في إمارة الشارقة.
وأشاد منسق عام المهرجان بشركاء المدينة في تنظيم المهرجان وهم بلدية الشارقة وشرطة الشارقة وهيئة كهرباء ومياه الشارقة وشركة فاست لمقاولات البناء الذين أسهموا جميعاً في تذليل كل الصعاب وتوفير كل اللوازم والاحتياجات ولكل دوره في إقامة هذا المهرجان وإنجاحه.
كما أشاد برعاة المهرجان والمساهمين الذين قدموا الدعم المادي والعيني وهم تلال العقارية ودانة غاز وشركة سيسلي انترناشيونال وجمعية الشارقة التعاونية ونادي الشارقة للسيارات القديمة، هذا بالإضافة إلى الشركاء الإعلاميين والإعلانيين وهم: هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، صحيفة الخليج وشركتي رمال الدولية للدعاية والإعلان وسايت جلوبال.
آراء الجمهور
تراوحت آراء الزوار بين مقترحات لم ترق إلى مستوى الانتقادات نظراً لقناعتهم الأكيدة بأن إقامة المهرجان بهذا الشكل وهذا الحجم من الكتب هو قفزة كبيرة للأمام في نشر الوعي والثقافة بين مختلف الفئأت السكانية في الإمارات ولدى كل الجاليات المقيمة ومختلف المستويات الاجتماعية، وقد أجمعت الآراء على أن المهرجان جيد جداً من ناحية التنظيم والتوقيت وحجم الكتب وأنواعها وأسعارها.
المحامي وطالب الدراسات العليا الأستاذ سلطان سالم الكلباني (من مدينة كلباء) وهو من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية أكد أن فكرة إقامة المهرجان بحد ذاتها فكرة طيبة وكذلك الأسعار مناسبة جداً، ولكن هناك بعض الأفكار التطويرية يمكن أن تضفي مزيداً من الروعة على المهرجان أتمنى أن يتم العمل بها.
الإشادة ذاتها بدرت عن الأستاذ عبد الرحيم اسماعيل محمد الزرعوني (إمارات) الخبير الإداري والاقتصادي الذي أبدى إعجابه بمستوى التنظيم وحجم الكتب المعروضة وأسعارها التي في متناول الجميع.
المتطوع منذ أشهر في لجنة الفرز والتسعير طالب محمد ناصر (عراقي) الذي كان يحمل كمية كبيرة من الكتب وينتظر قرب صناديق الدفع يقول إنه وجد ضالته من الكتب لمؤلفين إماراتيين بالإضافة إلى الأعداد الأولى من بعض المجلات التي كنت أبحث عنها فوجدتها وكانت فرحتي عظيمة بها. ويرى طالب أن أسعار الكتب كانت جيدة جداً وأنها مناسبة وفي متناول الجميع.
إلى جانب طالب كان يقف رفيق نعمان (لبناني) الذي أثنى على حديث طالب وقال إن التنظيم كان جيداً جداً والأسعار في متناول الجميع.
ويتدخل محمد عبد الرحمن (مصري) الذي كان يقف أيضاً أمام صناديق الدفع فأكد أن فكرة المهرجان فكرة ممتازة ومبتكرة وأن طريقة العرض منظمة جداً وأسعار الكتب جيدة جداً والكتب التعليمية متوفرة بكثرة وخصوصاً باللغة الانجليزية.
المهرجان فرصة لنشر الوعي الصحي
الاقبال الذي يشهده المهرجان في كل أيامه ومن كل الفئات السكانية والعمرية كان فرصة للبعض لنشر التوعية الصحية، حيث نشطت مجموعة من طالبات مدرسة مربح للتعليم الثانوي في الفجيرة أسمت نفسها بمجموعة أبطال التلاسيميا بتوعية الجمهور بهذا الخلل الوراثي في تركيبة الهيموجلوبين (خضاب الدم) وتختلف شدته من الناحية السريرية بشكل كبير، وهذا ما أوضحته الطالبة أبرار الرفاعي التي أكدت أنها وزميلاتها في المجموعة ينشطن للتوعية بهذا المرض وحث الجمهور على التبرع بالدم ودعم المرضى من خلال التبرع بالدم أو تقديم الدعم المادي أو من خلال زيارة المستشفيات والتخفيف عن المرضى، بالإضافة إلى التوعية بأسباب المرض وضرورة إجراء الفحص الطبي للشباب والشابات المقبلات على الزواج.
وفي المجال نفسه رفعت على إحدى خيم المهرجان لافتة باسم مركز الصحيح الطبي في منطقة أبو شغارة تعرض على رواد المهرجان خدمات وفحوص طبية مجانية كفحص مستوى السكر في الدم وضغط الدم ومستوى الكوليسترول وفحص الدهون الثلاثية بالإضافة إلى فحص الأسنان، ويقوم بإجراء هذه الفحوص كادر طبي متخصص من المركز ذاته.
البرنامج المصاحب
تواصلت مساء أمس الخميس فعاليات البرنامج المصاحب للمهرجان حيث شهدت منطقة المسرح مجموعة من الورش الفنية والإثرائية وعروضاً للجالية الهندية التي قدمت لوحات تعبيرية في منتهى الدقة والجمال، بالإضافة إلى فقرات الغناء والعزف الفردي على العود للفنان إبراهيم الحمادي والعروض المسرحية لفرقة شارقة مايم التابعة لمركز الفن للجميع (فلج) وعروض غنائية حية لمجموعة من أغنيات فتيات المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة وعروض لمسرح الحكواتي وغيرها من العروض السينمائية للأطفال والمسابقات والألعاب الرياضية والترفيهية ومنها مسابقة أفضل صورة ومسابقة أفضل تعليق.
وقد شارك في تقديم فعاليات البرنامج المصاحب مركز الفن للجميع – فلج ومدرسة الوفاء لتنمية القدرات ـ فرع الرملة ولجنة استقطاب المؤسسات والجاليات وأطفال الشارقة وناشئة الشارقة والمكتب الثقافي في المجلس وفريق التربية الرياضية بمدينة الشارقة للخدمات الانسانية ومؤسسة الشارقة للفنون وإدارة متاحف الشارقة
ولجنة استقطاب المؤسسات والجاليات.
من المقرر أن تتواصل في عصر اليوم الجمعة 28 فبراير 2020 فعاليات البرنامج المصاحب، على أن يشهد يوم السبت 29 فبراير 2020 ختام المهرجان.
نأمل اعتبار هذا الخبر بمثابة الدعوة لتغطية هذا النشاط الجماهيري