جميلة

جميلة القاسمي في افتتاح ملتقى المنال (ببساطة القراءة المبسطة والإعاقة)

May 26, 2021

     أكدت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ورئيسة تحرير مجلة المنال الإلكترونية أن القراءة المبسطة أو ما يعرف في اللغة الإنجليزية بـ (Easy Read) هو أسلوب تسعى المدينة إلى ترسيخه في الوطن العربي كوسيلة من وسائل القراءة الميسرة مثل طريقة برايل أو الكتب الملموسة أو الصوتية وغيرها حيث تهدف هذه الطريقة إلى تقديم المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وذوي صعوبات التعلم وتمكينهم من حقهم في سهولة الوصول إلى المعرفة عبر استخدام مفردات بسيطة غير معقدة وصوراً تساعد على فهم المضمون وكل ذلك يتم ضمن معايير محددة. 

    جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها سعادة الشيخة جميلة القاسمي يوم الأربعاء 26 مايو 2021 في افتتاح ملتقى المنال (ببساطة.. القراءة المبسطة والإعاقة) الذي نظمته المدينة احتفالاً بدخول مجلة المنال عامها الجديد وهي المجلة الشهرية الأولى من نوعها التي حافظت على استمرارها وثباتها وتطورها، تصدر عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية شهرياً منذ مايو 1987 وها هي اليوم تضيء شمعتها الـ 35 من أجل مستقبل أفضل للمجتمع عامة وللأشخاص من ذوي الإعاقة وأسرهم على وجه الخصوص.

   شهد الملتقى مشاركة اختصاصيين عالميين من 12 دولة عربية وأجنبية بهدف وضع لبنة أساسية في معالجة التحديات التي تواجه الكتب الميسرة من خلال بناء القدرات، وتكوين شبكة الشركاء، وإطلاق المبادرات وتنفيذها.   

    وأشارت رئيسة تحرير مجلة المنال إلى الجهد الكبير الذي بذله فريق المدينة خلال التحضير للملتقى واستشارة الخبراء وإقامة الورش وتأهيل الكوادر وإعداد الوثائق بطريقة القراءة المبسطة ومن أهم هذه الوثائق تلك التي تساعد الموظفين من ذوي الإعاقة الذهنية على معرفة حقوقهم وواجباتهم.

   وبهذه المناسبة أعلنت الشيخة جميلة عن إطلاق وثيقة المعايير العربية للقراءة المبسطة من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والتي تم وضعها بعد العودة لمعايير عالمية مختلفة وقد جاءت هذه الوثيقة كنتاج لورش العمل التي شارك فيها نخبة من الاختصاصيين من مختلف الدول العربية، كما أكدت أن الوثيقة متاحة على موقع المدينة الإلكتروني بالإضافة إلى عدد من وثائق القراءة المبسطة للاستفادة منها. 

   كما أعلنت عن إطلاق خدمة جديدة تقدمها المدينة موجهة إلى مختلف المؤسسات لتبسيط الوثائق والمستندات حتى تصل إلى مستهدفيها من ذوي الإعاقة الذهنية وصعوبات التعلم.

   وتوقفت مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بهذه المناسبة عند ذكرى الأستاذ أسامة نديم مارديني رحمه الله والذي عمل كمدير تحرير لمجلة المنال الورقية ومن ثم الإلكترونية طوال ربع قرن حيث رحل عنا في مارس الماضي بعد إنجازات كبيرة في المدينة أسست للممارسات نوعية في إقامة المؤتمرات والنشر والتوعية. 

    وأعربت عن أملها في أن تكون المشاركة اليوم تأكيداً على حق الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وصعوبات التعلم في الحصول على المعرفة انطلاقاً من كونه حق راسخ ومن (البساطة) تمكينهم من هذا الحق وتوفيره لهم، كما أعربت عن أملها في أن تكون المشاركة في الملتقى نقلة نوعية في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وصعوبات التعلم في العالم العربي من حقهم في الوصول إلى المعرفة باستقلالية وسهولة وبالتالي تعزيز دورهم في تنمية المجتمع.

  وشكرت رعاة الملتقى (شركة نفط الشارقة، شركة جيبكا وميغامول) على دعمهم المستمر لأنشطة المدينة كما توجهت بالشكر للفنان رؤوف كراي لتطوعه في تصميم شعار الملتقى مؤكدة أن المدينة ستواظب على العمل بالتعاون مع الشركاء للترويج والتعريف بمفهوم القراءة المبسطة كي يتم ترسيخه كممارسة يومية في مختلف المؤسسات وصولاً إلى الاحتواء الشامل لكافة فئات المجتمع. 

كلمة رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات

    بعد ذلك ألقى ضيف الملتقى الأديب الإماراتي سلطان العميمي رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات كلمة أكد من خلالها سعادته بحضور هذه الفعالية الثقافية المرتبطة بشريحة مهمة من شرائح المجتمع وأن ما تقدمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من خدمات في جميع المجالات جدير بكل احترام وتقدير.

  وأوضح العميمي أن اهتمام المدينة بموضوع القراءة المبسطة الموجه للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وصعوبات التعلم دليل احترافية عالية المستوى مشيراً إلى أهمية توظيف التقنية في تحقيق هذا الهدف نظراً للأهمية الكبرى التي تمثلها القراءة في نهضة المجتمع وتقدمه مشيداً بالطابع الحضاري الذي تنتهجه إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة في سبيل خدمة جميع فئات المجتمع. 

كلمة المناصرة الذاتية شيخة القاسمي

    من جانبها ألقت المناصرة الذاتية شيخة القاسمي ممثلة المناصرين الذاتيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة الاحتواء الشامل الدولية كلمة شكرت فيها جميع المشاركين بملتقى المنال واهتمامهم بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ومن بينها الحق في سهولة الوصول إلى المعرفة من خلال القراءة المبسطة.

   وأوضحت أن الأمم المتحدة تحث الجميع دائماً على دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع المجالات وتحقيق مبدأ المساواة مؤكدة أن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية في مجال المعرفة يسهم في تحقيق استقلاليتهم والتعرف أكثر على قدراتهم. 

 

 

 

توصيات الملتقى

    في ختام الملتقى تم التأكيد على أهمية القراءة المبسطة (Easy Read) والتوعية بضرورة إدراجها ضمن وسائل سهولة وصول المعرفة للأشخاص ذوي الإعاقة في القوانين المحلية والاتحادية، وتوفير خدمة إعداد وثائق القراءة المبسطة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لدعم الدوائر والمؤسسات الحكومية بالشارقة والدولة، لدعم المحتوى سهل الوصول وتبسيط الوثائق والمعاملات الحكومية والتعليمات والقوانين.

   كما أكدت التوصيات على تدريب العاملين والعاملات مع الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية وصعوبات التعلم أو المؤسسات التي توجه خدماتها للأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية لاكتساب مهارات إعداد وثائق القراءة المبسطة، ونشر المعايير العربية للقراءة المبسطة والتي عملت عليها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية للرجوع إليها في إعداد الوثائق العربية المبسطة، وتحديثها بشكل دوري، والتي ستتوفر على موقع المدينة.

  بالإضافة إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية والمناصرين الذاتيين من دورهم في عملية إعداد وثائق القراءة المبسطة ودعوة اتحادات وجمعيات الناشرين في العالم العربي لإيجاد وإيجاد آليات ووسائل الدعم لدور النشر والمؤسسات العاملة لإنتاج الكتب الميسرة وخصوصاً بطريقة القراءة المبسطة.

جلسات الملتقى 

    وكانت أعمال الملتقى قد انطلقت بجلسة تحت عنوان (القراءة المبسطة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية) تمت خلالها مناقشة مخرجات القراءة المبسطة في المدينة ومفهوم القراءة المبسطة وأهميتها والتوعية بضرورة إدراجها ضمن وسائل سهولة وصول المعرفة للأشخاص ذوي الإعاقة مما يسهم في تمكينهم معرفياً واجتماعياً واقتصادياً وتعزيز استقلاليتهم.

   تحدث في الجلسة التي شهدت نقاشات مثمرة مع الحضور كل من مارتين دبسون – مدير شركة Easy Read Online Limited – من المملكة المتحدة والدكتورة سوزان أبو غيدا – باحثة وأكاديمية – من لبنان ومحمدالنابلسي – كاتب مسؤول العمليات الفنية - مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية – الإمارات.

  الجلسة الثانية 

   أدارتها ايليش هاردلي منسق المناصرة الذاتية -منظمة الاحتواء الشامل الدولية- المملكة المتحدة، وجاءت في إطار التساؤل الخاص بالإصغاء للأشخاص ذوي الإعاقة ومناقشة أهمية الإصغاء لهم والتقنيات الواجب اتباعها لتوفير الكتب الميسرة والمبسطة تحديداً.

    في هذه الجلسة تحدثت سعادة منى عبد الكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والفنان رؤوف كراي الرسام التشكيلي ومصمم كتب ملموسة من تونس والدكتور ولوبورغا فروليش - العضو المنتدب لشركة Atempo GmbH  - في النمسا ومارك مابيمبا - ممثل المناصرين الذاتيين في إقليم أفريقيا بمنظمة الاحتواء الشامل الدولية – ملاوي.

   نوقشت في الجلسة مجموعة من التساؤلات المتعلقة بواقع الكتب سهلة القراءة ومستخدميها والمعايير الخاصة بالقراءة السهلة والتجارب العملية الناجحة في القراءة السهلة حول العالم ودور الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية في عملية تبسيط القراءة وإقبالهم على شراء أو اقتناء الكتب الميسرة بهدف التعليم وسهولة وصول المعلومة.

 الجلسة الثالثة حلول تجارية للكتب الميسرة 

  ضمن الجلسة الثالثة (الحلول التجارية للكتب الميسرة) نوقشت أهلية دور النشر فعلياً للعمل مع الكتب الميسرة وحاجتها إلى مبادرات المؤسسات المتخصصة وتحدثت فيها كل من إيمان بن شيبة – رئيسة تحرير مجلة Sail   الإلكترونية - نائب رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، والكسيا بلاك المدربة على القراءة المبسطة ومستشارة في منظمة الاحتواء الشامل الدولية  من نيوزلندا ، وليندال توماس، المؤسس والمدير العام – مؤسسة ومديرة مجموعة The information Access من  أستراليا ونبيل عيد الباحث والخبير الدولي حول إتاحة الوصول والتكنولوجيا المساندة من سوريا، و باولا جيلونتشي، محامية ومدافعة حقوقية، المؤسس المشارك ورئيس مؤسسة Visibilia  من الأرجنتين.