مساعد

مساعد المعلم.. خالد سليمان مهارةٌ في العمل.. إنجاز في البطولات

May 15, 2019

كَمؤسَّسةٍ رائدةٍ تُعنى بشؤونِ الأشخاص ذوي الإعاقة قدَّمت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وما زالت العديدَ من قصصِ النجاحِ المُلهمة لأشخاصٍ أثمرَ تمكينهم واحتواؤهم ومناصرتهم في تعليمهم بطريقتهم وتدريبهم على إتقان بعض المهن لتمكينهم اقتصادياً وتحسين جودة حياتهم وفق أفضل الممارسات العالمية.

من أصحاب قصص النجاح البارزين في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مساعد المعلم في ورشة النحاس بمركز مسارات للتطوير والتمكين (خالد طالب سليمان) والذي ما أن سألنا عنه كي نكتب هذي الكلمات حتى انهالت بحقه الإشادات سواء من زملائه ذوي الإعاقة في الورشة أو من المعلمة التي يساعدها في التدريب مي عصام الدين حسن.

تلقى خالد تعليمه وتدريبه منذ الطفولة في المدينة وما أن غدا في السادسة عشر من العمر حتى انضم إلى مركز مسارات وبدأ يتدرب على مهنة النجارة فأتقنها وأصبح مساعداً لمدرب الورشة لأكثر من سنتين.

بعد ذلك افتتح مركز مسارات ورشة النحاس وشعر خالد أن بمقدوره إتقان فنيات العمل فيها وبالفعل بدأ يتدرب مع أقرانه في الورشة لمدة عامين وما أن أيقنت معلمته قدرته على العمل والمساهمة في تدريب الزملاء حتى أصبح ـ قبل ثلاث سنوات تماماً ـ مساعد معلم.

أبدى خالد منذ البدايات مهارة فائقة في استخدام منشار الأركيت وهو يشذِّبُ النحاس كي يصنع الإكسسوارات أو الدروع أو الميداليات الفنية التي تطلبُ الجهات والشركات أعداداً كبيرة منها فيقوم بمساعدة زملائه في الورشة بتلبية هذه الطلبيات بالسرعة المطلوبة.

لا تتوقفُ اهتمامات خالد عند إبداعه في تصنيع النحاس فهو شغوف بميكانيكا السيارات ومن أحبّ هواياته إلى نفسه فكّ محرك السيارة لمعرفة آلية عمله وتصليحه إن اقتضى الأمر وهذا ما فعله مرة عندما علم أن سيارة إحدى معلماته تعطلت فما كان منه إلا أن بادرَ وأصلحها باحترافية واقتدار.

يقول خالد: مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية قدمت لي الكثير وما أنجزته حتى اللحظة لم يكن ليتمّ لولا فضل الله سبحانه وتعالى أولاً واهتمام المدينة وحرصها ثانياً وكان بودي أن أشكرها بما يليق بها لكن عبارات الشكر تبدو صغيرة جداً أمام الرسالة التي تؤديها.


أصدقاء خالد في ورشة النحاس عبروا عن محبتهم الكبيرة له كما عبروا عن تقديرهم للجهد الكبير الذي يبذله كمساعد معلم يسهم في تدريبهم وإتقانهم العديد من المهارات والخبرات.

قد يعتقدُ البعض أن هذا كلّ شيء لكنَّ جعبة خالد ما فرغت وها هو يؤكِّدُ من جديدٍ أن الأشخاصَ ذوي الإعاقة قادرون على الإبداعِ في أكثرِ من مجالٍ وقد كانَ الأولمبيادُ الخاص للألعاب العالمية أبوظبي 2019 مسرحاً تألق خالد فوقه وهو يمارس هوايته في الـبولينغ ويحقق النتائج المميزة.

وبحصاد ميداليتين ذهبيتين وواحدة فضية أضاف مساعد المعلم في الخدمات الإنسانية إلى رصيد مدينته إنجازاً يؤكد جديتها في تعليم وتدريب ومناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المجالات.

في الختام لا يسعنا إلا أن نشير إلى المكانة الرفيعة التي وصلتها المدينة وريادتها في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم ولا غرابة بعد أربعة عقود من العمل في هذا الميدان بكل تفان وإخلاص أن تصل إلى ذلك بشهادة الجميع.

أجرى اللقاء وحرر البروفايل

حازم ضاحي شحادة