250

250 طفلاً أصماً استفادوا من خدماتهاروضة الأمل للصم.. ماضٍ عريق ومستقبل

Nov 12, 2018

بلغ عدد الطلاب من الأشخاص الصم وضعاف السمع الذين قدمت لهم روضة الأمل للصم خدماتها منذ تأسيسها 250 طالباً وطالبة وهي أول روضة تقدم خدماتها للأشخاص الصم وضعاف السمع في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث أنشئت عام 1983 كجزء من مدرسة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.

الأستاذة عفاف الهريدي مديرة مدرسة وروضة الأمل للصم أكدت أن الروضة تقدم لطلابها مجموعة من الخدمات التعليمية كالتدريب والتأهيل والتعليم في الفصول الدراسية من عمر السنتين ونصف بالإضافة إلى خدمة الدمج العكسي وخدمة تأهيل الطلاب الصم وضعاف السمع وإعدادهم للدمج في المدراس الحكومية أو الخاصة.

وتقدم الروضة لطلابها خدمات اجتماعية تقوم على توعية وبناء الاتجاهات المجتمعية الإيجابية حول الأشخاص الصم وضعاف السمع وتقديم الاستشارات للحالات الخارجية ومتابعة الطلاب المدمجين في المدارس الحكومية أو الخاصة والعمل على حل مشاكلهم وتنظيم الورش التدريبية والتدريب على لغة الإشارة للمجتمع المحلي بالإضافة إلى الدمج الجزئي والدمج الاجتماعي.  

الهريدي أشارت إلى الخدمات المساندة التي تقدمها الروضة أيضاً كخدمات الإرشاد الأسري والتثقيف والتأهيل التخاطبي حيث تقدم الروضة حصص تخاطب خلال الفترة الصباحية لجميع الطلبة في الروضة ويتم وضع خطة لكل طالب حسب مستواه من قبل أخصائي التخاطب المسؤول عن الطالب.

تهدف الروضة إلى توفير بيئة تعليمية تسهم في التحصيل الدراسي للطلاب وتفعيل الشراكة المجتمعية المرتبطة بالعملية التربوية والتعليمية والمثابرة في مختلف المجالات لتحقيق الجودة والتميز مع الحرص على تحسين مستوى أداء الهيئات التعليمية وتنمية القدرات المتخصصة في مجال التعليم لضمان تلقي خدمة ممتازة لجميع الطلبة وتطوير الموارد المدرسية لتلبية متطلبات العملية التعليمية والتربوية.

ولفتت إلى الاعتماد على برنامج الدمج العكسي بهدف دمج الطلاب السامعين مع الطلاب الصم وضعاف السمع في روضة الأمل للصم  ونشر لغة الإشارة في المجتمع عن طريق الطلاب السامعين بالإضافة إلى التوعية بالإعاقة السمعية وتشجيع الطلاب الصم وضعاف السمع على الكلام وتطبيق أنواع التعليم المختلفة مثل التعلم التعاوني كما تنظم المدرسة دورات تعليم لغة الإشارة لأولياء الأمور بهدف تمكينهم من التواصل مع أبنائهم بالشكل المناسب.  




الهريدي تحدثت عن برنامج الدمج الجزئي في رياض السامعين والذي يعتبر عملية تثقيف وتوعية للمجتمع بالإعاقة السمعية ومتطلبات الدمج في المجتمع من المهمات التي تسعي لتحقيقها روضة الأمل للصم لذا تم وضع خطة سنوية قائمة على توعية رياض الأطفال بأهمية الدمج وكيفية تفعيله بالطريقة الصحيحة من خلال المحاضرات والحملات التوعوية وزيارات أخصائي التخاطب والإخصائي الاجتماعي والعمل على دمج طلبة روضة الأمل للصم وضعاف السمع في رياض السامعين مرة كل أسبوع خلال العام الدراسي بهدف التمهيد لدمجهم وتدريبهم على التعامل مع الطلاب السامعين وإتاحة للفرصة أمام الأطفال الصم وضعاف السمع كي ينالوا التعليم المتكافئ والمتساوي مع غيرهم من الأطفال السامعين والتركيز بشكل أعمق على اكتساب المهارات اللغوية للطفل.

وفيما يخص الدمج الشامل في رياض السامعين  فإنه يعني انتقال الطالب الأصم وضعيف السمع كلياً إلى رياض أطفال ومدارس السامعين ومتابعتهم من قبل الأخصائيين في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية طوال العام وتقديم النصح والإرشاد سواء للعاملين في الرياض أو أولياء الأمور.  

وحتى الآن تم دمج ستين طالباً من الأشخاص الصم وضعاف السمع في رياض السامعين منذ تأسيس روضة الأمل تتم متابعتهم من قبل أخصائي التخاطب والأخصائي الاجتماعي بصفة دورية للتعرف على الصعوبات التي تواجههم والتغلب عليها وإعطاء توجيهات وإرشادات للمعلمين في مدراس الدمج حول كيفية التعامل مع الطلبة الصم وضعاف السمع.  

الهريدي أوضحت أن التقدم التكنولوجي أدى إلى ظهور أساليب وطرق جديدة للتعليم غير المباشر تعتمد على توظيف مستحدثات تكنولوجية لتحقيق التعلم ومراعاة الفروق الفردية بين الأطفال وقد تم استخدام أحدث الوسائل التعليمية داخل الفصول الدراسية بالروضة من أجهزة أيباد والسبورات التفاعلية حرصاً على وصول المعلومات إلى الطلبة بطريقة شيقة وصحيحة حيث تم تدريب الموظفين على أحدث الأجهزة التعليمية والبرامج الحديثة وكيفية تفعيلها في العملية التعليمية وأساسيات التعلم النشط.

وأكدت الأستاذة عفاف أن روضة ومدرسة الأمل كيان واحد لا يتجزأ بحيث أنه بعد إتمام الطالب سنوات الدراسة في روضة الأمل للصم واستكمال التأهيل إما أن يحول الطالب إلى مدارس السامعين إن كان مؤهلاً لذلك أو يحول لمدرسة الأمل للصم للالتحاق بصفوفها واستكمال دراسته من الصف الأول وحتى الصف الثاني عشر.

ختاماً، وفي رسالة إلى المجتمع قالت مديرة المدرسة: إن الأشخاص ضعيفو السمع يظهرون العديد من السلوكيات التي تدل على وجود خلل في السمع لديهم كعدم الاستجابة للصوت العادي وعدم سماع جرس الباب، وضعف القدرة على محادثة الآخرين، كما أنهم غالبًا ما يستجيبون للأصوات بإمالة الرأس تجاه مصدر الصوت فالطفل الذي يصاب بضعف السمع في عمر سنتين تختلف حصيلته اللغوية عن طفل أصيب به منذ الولادة، وكلما كان الكشف عن الإعاقة مبكرًا كان ذلك أفضل، وذلك للاستفادة من البقايا السمعية والعمل عليها لإثراء حصيلته اللغوية وتجنيبه العديد من المشاكل النفسية لذا يجب على أولياء الأمور عند ظهور هذه الأعراض لدى أطفالهم ضرورة استشارة طبيب الأنف والأذن للتعرف على المشكلة وتحويل الطفل إلى أخصائي تخاطب لتقييم الطفل ووضع خطة علاجية.