الخدمات

الخدمات الإنسانية تفتتح مزرعة الزاهية الذكية بتقنيات حديثة الأولى من نوعها في الإمارات والمنطقة

نوف 19, 2018

في خطوةٍ هامةٍ نحو تمكينِ الأشخاصِ ذوي الإعاقة اقتصادياً واجتماعياً وبحضورِ سعادة الشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم بخورفكان وسعادة شيون يونغ ووك القنصل العام لجمهورية كوريا ـ دبي والسيد شانغ جيو هوانج المدير التنفيذي لشركة الاتصالات الكورية وسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وعدد من طلاب المدينة ومسؤوليها افتُتِحَت ظهر اليوم الأحد 18 نوفمبر 2018 مزرعة الزاهية الذكية في فرع المدينة بخورفكان ضمن مشتل الزاهية الزراعي العضوي.

من أهم أهداف المزرعة الذكية توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة وتطويرِ مهاراتهم وقدراتهم في أعمال الزراعة الإنتاجية وإيجاد الحلول لبعض المشاكل كتغير المناخ وضعف الدخل وانخفاض العمالة الزراعية وزيادة القوى العاملة وزيادة إنتاج المحاصيل.

وتُعتبر التقنية المستخدمة في مزرعة الزاهية الذكية  هي الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة  من حيث المواد المستخدمة في الإنشاء  و تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المُقدَّمة من شركة الاتصالات الكورية القادرة على جمع بيانات كبيرة من خلال تتبع دورة الحياة من البذور إلى الحصاد،  بالإضافة إلى تقنية (AIRGAP) التي تمثل ثورة في هذا المجال وهي عبارة عن رقاقة مكونة من 3 طبقات يبلغ سُمكها 5 مم، تضمن عزلاً حرارياً يتراوح من 8 إلى 10 درجات مئوية، مع السماح بوصول نحو 90% من ضوء الشمس، كما تضمن ترتيب تدفق الهواء وتوفير أجواء ذات درجة حرارة منتظمة. مما يجعل تلك التقنيات مجتمعة بيئة مثالية للزراعة العضوية.

ومن المتوقع أن تنتج مزرعة الزاهية الذكية مجموعة من النباتات العطرية خلال المرحلة المقبلة كالريحان الإيطالي والنعناع واللافندر والبابونج والزعتر وإكليل الجبل على أن يتم تسويق وتوزيع هذه المنتجات عبر نقاط بيع مختلفة ومتنوعة تستهدف قطاعات متعددة من المؤسسات مثل المحلات التجارية والفنادق والمطاعم.

وتسعى الخدمات الإنسانية من خلال مزرعة الزاهية الذكية إلى تحقيق الاستدامة إذ تستهلك الزراعة التقليدية أكثر من 2000 لتر (600 جالون) من الماء لكل كجم من الخضراوات المزروعة، في حين تستهلك  هذه التقنية الحديثة أقل من 30 لتراً (10 جالونات) من المياه لكل كجم من المحصول.



وخلال جولة في أرجاء المزرعة اطلع مسؤولو المدينة وشركة الاتصالات الكورية على خطة سير العمل والمهام التي سيقوم بها الأشخاص ذوو الإعاقة وفق النظام الإلكتروني المتطور وتعرفوا على أهم أهدافها المتمثلة بتوعية المجتمع بقدرات وإمكانات الأشخاص ذوي الإعاقة في مجال العمل الزراعي وتشجيع أصحاب العمل على استقطابهم.

وتهدف المزرعة التي تعتبر استمراراً ناجحاً للتعاون بين المدينة وجمهورية كوريا إلى مساندة توجه المدينة والتأكيد على نهجها في احتواء ومناصرة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة بالإضافة إلى التحول الإلكتروني في الزراعة العضوية التنافسية وإكساب الأشخاص ذوي الإعاقة قيمَ العملِ وترسيخِ ثقتهم بأنفسهم وتعزيزُ دمجهم اجتماعياً واقتصادياً.

أما على الصعيد الاستراتيجي فتهدف المزرعة إلى توفير معلومات وقاعدة بيانات أساسية لتنفيذ مشروعٍ مُماثلٍ في المستقبل ودعم أهدافِ توظيف الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد والإعاقات المتعددة والإعاقات الذهنية بالإضافة إلى استثمار مُنتجاتِ الأشخاص ذوي الإعاقة وأرباح المشروع في مشاريع مُساندة وتنظيم استراتيجيةِ عمل لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة في الأعمال الزراعية وإتاحة الفرصة لتعزيز انتشار المزارع الذكية في دولة الإمارات ودول الخليج وضمان الاكتفاء الذاتي لاقتصادات الدول من حيث إنتاجها للغذاء.

وكان فندق الأوشيانيك قد شهد قبيل افتتاح المزرعة الذكية حفل توقيع مذكرة التفاهم بين مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وشركة الاتصالات الكورية قدمته المتطوعة والناشطة زينب العقابي حيث ألقت سعادة الشيخة جميلة القاسمي كلمة هنأت في مستهلها بالمولد النبوي الشريف وقالت: كم هو جميل أن تقترن تهانينا الصادقة وأمانينا المخلصة في هذا اليوم المبارك بأفعالنا قبل أقوالنا خصوصاً ونحن نجتمع اليوم لنعلن عن إنجاز جديد وفريد من نوعه في دولة الإمارات والمنطقة يضاف إلى مجموعة الإنجازات التي تحققت بالشراكة والتعاون مع أصدقائنا وشركائنا في جمهورية كوريا.

وأشادت في كلمتها بأبرز محطات التعاون مع الأصدقاء في جمهورية كوريا التي يجمعها ويربط بينها هدف واحد وهو تحسين شروط وظروف حياة الأشخاص ذوي الإعاقة ومن ثم تمكينهم من خلال توظيف التكنولوجيا والمبتكرات الحديثة والاستفادة منها إلى أقصى مدى لتحقيق هذا الهدف والعمل في الوقت ذاته على إيجاد المزيد من الوظائف الثابتة المستقرة والمستدامة والقابلة للتطور لضمان استقلاليتهم ومشاركتهم الفاعلة في حياة مجتمعاتهم  حيث اكتملت اليوم محطات هذا التعاون مع أصدقائنا في شركة الاتصالات الكورية وممثليها الحاضرين اليوم وعلى رأسهم سعادة شانغ جيو هوانج المدير التنفيذي لشركة الاتصالات الكورية من خلال إطلاق وتدشين (مزرعة الزاهية الذكية) المشروع الطموح الأول من نوعه في دولة الإمارات والمنطقة والذي يعتبر بكل المقاييس نقلة جديدة في استخدام تقنيات جديدة في المزارع الذكية، الهدف منه هو تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة اقتصادياً.


وأشادت سعادة المدير العام بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ الرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وحرصه على أن تكون إمارتنا الباسمة منارة علم وثقافة وحضارة في كل المجالات، هذه التوجيهات التي كانت الدافع لنا للعمل على بلورة رؤية مدينتنا بأن تكون مؤسسة رائدة في مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة، تعمل بكل جد وإخلاص على مناصرتهم واحتوائهم وتمكينهم بالتعليم والتأهيل والتوظيف.

وأكدت أن اجتماع اليوم لإطلاق مشروع مزرعة الزاهية الذكية ما هو إلا ترجمة حقيقية وعملية لهذه الريادة التي توجه عملنا في كل المجالات التي تمس حياة ومستقبل الأشخاص ذوي الإعاقة في بلدنا وفي كل بلد يمتد إليه تأثيرنا وعلاقاتنا الطيبة.

وفي ختام كلمتها حيّت الشيخة جميلة القاسمي طلاب المدينة الذين أبدوا استعدادهم لتقبل وتفهم التغيرات في بيئة العمل وكل التطورات التي شهدتها مزرعة الزاهية الذكية منذ بداية عملها وحتى غدت اليوم مزرعة ذكية هي الأولى من نوعها في  دولة الإمارات والمنطقة.

كما توجهت بالشكر والتقدير إلى كل من تعاون مع المدينة من الأصدقاء الكوريين وخصت بالشكر شركة الاتصالات الكورية ومديرها التنفيذي وممثليها الحاضرين اليوم على جهودهم المتميزة التي بذلوها لإطلاق هذه المزرعة الذكية التي هي مصدر فخرنا واعتزازنا جميعاً..

ألقى بعدها المدير التنفيذي لشركة الاتصالات الكورية السيد شانغ جيو هوانج كلمة عبر فيها عن سعادته الكبيرة بافتتاح المزرعة الذكية وترسيخ التعاون مع مدينة الخدمات الإنسانية في إطار مساندة الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم اقتصادياً واجتماعياً وفي مختلف المجالات.

السيد هوانج أشاد بالجهد الكبير الذي بذلته سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي كي تبصر المزرعة الذكية النور بسرعة قياسية مؤكداً أن هذا التعاون بين الجانبين سيشهد تطوراً نوعياً في مجال الزراعة وغيره من المجالات مستقبلاً.

بدوره أعرب القنصل العام لجمهورية كوريا شيون يونغ ووك عن أمله في نجاح المزرعة الذكية بتحقيق أهدافها وإتاحة الفرص المناسبة أمام الطلاب ذوي الإعاقة للعمل والاندماج في المجتمع.

من الجدير بالذكر أن المزرعة الذكية تأتي في إطار تنمية وتعزيز العلاقة الوثيقة بين المدينة وجمهورية كوريا، هذه العلاقة التي تشهد تطوراً لافتاً من خلال التعاون مع مؤسسات كورية مثل مركز  جودة الحياة التقنية في جامعة سيؤول الوطنية  وجامعة إيوا الكورية ومركز  ريادة أعمال الأشخاص ذوي الإعاقة وغيرها من المؤسسات الكورية.

ختاماً، لن تدخر المدينة جهداً في سبيل تعزيز التعاون المثمر مع مختلف المؤسسات والجهات المحلية والإقليمية والعالمية لأنها تسعى دائماً لترسيخ مبدأ الريادة والمسؤولية المجتمعية وغرس قيم التطوع والمبادرة والابتكار الاجتماعي في جميع المجالات.