بمشاركة

بمشاركة نخبة من الأكاديميين والاختصاصيين العرب

نوف 26, 2020

   بحضور سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وعطوفةُ الأستاذ الدكتور سلطان المعاني نائب رئيس الجامعة الهاشمية لشؤون الطلبة والاتصال الدولي، وبمشاركة نخبة من الأكاديميين والاختصاصيين في الوطن العربي، نظم مركز التدخل المبكر التابع للمدينة صباح الخميس 26 نوفمبر 2020 الملتقى الافتراضي حول التدخل المبكر (فريق العمل) بهدف تسليط الضوء على أهمية الفريق في برامج التدخل المبكر واستعراض أهم الميزات الواجب توافرها لتحقيق نجاحه.

    بدايةً، رحبت سعادة الشيخة جميلة القاسمي بجميع المشاركين والمتحدثين في الملتقى مؤكدة إسهامهم الفكري الثري في مسيرة المدينة وما تركته تجربة المدينة الرائدة في مسيرتهم الاختصاصية والفكرية.

   وثمّنت سعادتها الجهد المبذول من فريق عمل المدينة ومركز التدخل المبكر لنشر ثقافة التدخل المبكر ومواكبة أحدث الممارسات العالمية في هذا المجال.   

   أدارت الملتقى الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي مدير المدينة وأكدت في كلمتها أن أكثر من ربع قرن مضى على تأسيس مركز التدخل المبكر كأول مركز من نوعه في المنطقة، وكان في البدء (فكرة) هيأت لها إدارة المدينة ممثلة بسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي التربة الخصبة فأتت أكلها ليحظى الأطفال ذوو التأخر النمائي والأطفال من مختلف الإعاقات بالخدمات التأهيلية والتدريبية المناسبة التي تجعل من حياتهم وحياة أولياء أمورهم أفضل.  

فكرة تبلورت منذ العام 1992

  وقالت: هذه الفكرة القيمة التي انبثقت من رؤية المدينة في احتواء ومناصرة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، بدأت بالتبلور منذ العام 1992 عندما نظمت المدينة مؤتمراً حول التدخل المبكر بالتعاون مع بعض الشركاء بهدف توعية أطباء الأطفال والمجتمع بأهمية الكشف المبكر عن الإعاقة في زمن ساد فيه (الخجل الاجتماعي) من الإعاقة ولم يكن تقبّل الخدمات التي توفرها المدينة من بعض الأسر بالأمر اليسير فبذلت المدينة جهداً كبيراً لا في مجال التوعية وحسب، بل في المجال العملي والبحث عن الحالات التي تحتاج الدعم والتدخل لتقديم الخدمات المناسبة لها. 

فريق عمل متكامل

    وأوضحت مدير المدينة كيف تم العمل في مركز التدخل المبكر منذ إنشائه على توفير الكوادر المتخصصة انطلاقاً من الإيمان أن نجاح أي مؤسسة يكون بقوة كوادرها وتنوعها وتميز أدائها وهذا ما حرصت عليه المدينة والمركز، والذي كان له الدور الكبير في تنظيم المؤتمرات وورش العمل ليس على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة فقط بل على مستوى دول الخليج والوطن العربي.   

 وقالت: الفريق في مركز التدخل المبكر هو (فريق عمل) متكامل منذ بدأ العمل فعلياً عام 1993، ويضم اختصاصيي العلاج الطبيعي والوظيفي والتخاطب والسمعيات والخدمة الاجتماعية والإرشاد الأسري ومعلم التربية الخاصة فقد كانت المدينة سباقة وما زالت في كل ما من شأنه تقديم الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة وفق أفضل الممارسات العالمية.

   ومنذ تأسيسه، قدم مركز التدخل المبكر خدماته لـ 3347 مستفيداً 55 منهم من الأشخاص ذوي المتلازمات النادرة، أما برنامج المسح والكشف المبكر الذي ينظمه المركز منذ العام 2006 فقد شمل 7012 طفلاً حتى العام 2020 علماً أن الإحصائيات تتغير كل يوم.

وأشادت بدور الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع في تغيير نظرة المجتمع والأسر من السلبية إلى الإيجابية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة.  

   وأوضحت مدير المدينة في ختام كلمتها أن جميع ما ذُكِرَ ـ وهو غيض من فيض عطاء مركز التدخل المبكرـ ما كان له أن يكون لولا الدعم اللامحدود لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والإدارة الحكيمة لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة التي عملت على تغيير اتجاهات المجتمع فكانت لها.. البصمة الخاصة والمؤثرة التي يشهد لها الجميع.

 أوراق العمل 

   بعد فيديو قصير للتعريف بالمركز منذ البدايات، تحدث في الملتقى الأستاذ الدكتور أحمد التميمي أستاذ قسم التربية الخاصة بكلية التربية في جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، حيث قدم ورقة عمل ناقش فيها أنماط أنواع فريق العمل الخاصة بالتدخل المبكر.

   كما تحدث عن أبرز أنماط تطوير فرق العمل حول العالم مثل الفرق منخفضة التكاليف وفرق العمل غير الرسمية وفرق العمل البديلة، وتوزيع المهام والواجبات على كل أفراد فريق العمل، وطرق قيادة الفريق مع الأهداف المطلوب تحقيقها.

  في حين تطرقت الدكتورة إيمان الزبون الأستاذ المشارك حالياً ورئيس قسم التربية الخاصة سابقاً في الجامعة الهاشمية بالمملكة الأردنية الهاشمية إلى العلاقات التعاونية واستراتيجيات التواصل الفعال وحل الصراعات ضمن ورقة العمل الخاصة بها. 

   وأوضحت الدكتورة الزبون عبر ورقتها أن العلاقات التعاونية واستراتيجيات التواصل الفعال وحل الصراعات من الضرورات الملحة لنجاح فريق العمل في مجال التدخل المبكر وهنالك العديد من الممارسات التي تقلل من فعالية التواصل بين أعضاء الفريق منها: تعدد النصائح أو السرعة في تقديمها، والتطمين السلبي، والتقليل من أهمية المشاعر، والأسئلة غير ذات العلاقة وغيرها.

  تواصلت أعمال الملتقى وفيه تحدثت الدكتورة سهى طبال خبيرة التدريب والاستشارات والتدخل المبكر والتعليم الدامج في مرحلة الطفولة المبكرة في المملكة الأردنية الهاشمية عن دور فريق العمل في تخطيط وتنفيذ البرامج التعليمية والتدريبية في التدخل المبكر. 

   وأكدت أن جودة خدمات التدخل المبكر تعتمد على تقديم النماذج التي أثبتت فاعليتها على المدى البعيد والتي أوصت بمجملها على تعزيز إمكانات الأسر إذ لم تعد الأسرة متلقية للخدمة فحسب، بل شريكاً أساسياً ضمن فريق العمل بدءاً من التقييم وصولاً الى البرمجة وتقديم الخدمة.

  بعد ذلك تحدث الدكتور روحي عبدات الاختصاصي النفسي التربوي في إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم والمشرف على برنامج الإمارات للتدخل المبكر بوزارة تنمية المجتمع عن المشاركة الأسرية وأهميتها ضمن فريق العمل وفي برامج التدخل المبكر، ورحلة الأسرة خلال البرنامج وأشكال مشاركتها في كل مرحلة من مراحل التدخل من أجل تحقيق الأهداف المنشودة. 

واكد عبدات على أهمية دور الأسرة منذ ملاحظة علامات التأخر الأولية على الطفل وتحويله إلى التقييم، ودور الأسرة في تزويد الاختصاصيين بمعلومات هامة تؤدي إلى نتائج دقيقة في التقييم، إضافة إلى مشاركة الأسرة الفعالة مع فريق العمل في بناء الخطة الفردية للطفل أو للأسرة وكيفية تطبيقها في نطاق البيئات الطبيعية، وآليات إعادة تقييم الخطط والوقوف على التطور الذي طرأ على الطفل في مختلف المجالات.

مركز التدخل المبكر التابع للمدينة هو الأول من نوعه على مستوى المنطقة  

  الأستاذ محمد فوزي مدير مركز التدخل المبكر التابع للمدينة قدم في ورقة عمله فكرة وافية عن تجربة المركز والذي يعتبر من المراكز الرائدة في مجال التدخل بالمنطقة حيث حرصت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ تأسيسها على تقديم الخدمات بأفضل صورة ومن منطلق حرصها على مواكبة المستجدات في مجال الإعاقة جاء إنشاء مركز التدخل المبكر ليجسد رؤية الريادة والتي تطمح دوماً إلى تحقيقها وكان لها ذلك حيث كان المركز الأول من نوعه على مستوى المنطقة.

مداخلات المجالس الأسرية في مركز التدخل المبكر

وفيها قدم عدد من أولياء الأمور من مجالس الأمهات والآباء والأخوة تجاربهم مع التدخل المبكر ثم فتح الباب أمام الاستفسارات والنقاشات.

أهداف الملتقى 

   من الأهدافِ التي سعى الملتقى إلى تحقيقها، توجيه الانتباه إلى أحدث وأفضل الممارسات المعاصرة في مجال التدخل المبكر، ورفع مستوى الخدمات المقدمة، والاطلاع على أهم التجارب والخبرات والأبحاث العلمية، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لتبادل الخبرات بين المراكز المتخصصة والعاملة في المجال والاطلاع على ممارسات مختلفة في عدة دول.

ومن أهدافه أيضاً، تطوير الخدمات ومواكبة المستجدات في تعليم وتدريب الأطفال ذوي الإعاقة والمتأخرين نمائياً أو المعرضين لخطر الإعاقة أو التأخر في النمو، وإكساب العاملين في مجال التدخل مهارات ومعارف جديدة، وعقد شراكات بين الأطراف المعنية بخدمة التدخل المبكر، بالإضافة إلى خلق ثقافات وتجارب جديدة تخدم تطوير الخدمة وفتح آفاق جديدة للمؤسسات والأفراد على حد سواء للتعاون وتبادل الخبرات، مع التـأكيد على ترسيخ دور الأسرة كجزء من الفريق. 

تجدر الإشارة إلى أن الملتقى الافتراضي (فريق العمل) جاء ضمن فعاليات أسبوع التدخل المبكر التي نظمها المركز تحت شعار (جذور وجسور)، خلال الفترة من 22 إلى 26 نوفمبر 2020 بالتزامن مع الاحتفال السنوي بافتتاح المركز رسمياً كأول مركز من نوعه في المنطقة في 26 نوفمبر 1994.