طلاب

طلاب الخدمات الإنسانية يعرضون تجاربهم في ملتقى علمي دولي بتونس

ينا 16, 2019


أشادت مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الاستاذة منى عبد الكريم اليافعي بالتوصيات التي خرج بها الملتقى العلمي الدولي التاسع عشر الذي نظمه فرع جربة ميدون للاتحاد التونسي لإعانة الأشخاص القاصرين ذهنياً بالتعاون مع المدينة والاتحاد الدولي للدمج والسياحة والترويح للجميع والجمعية الخليجية للإعاقة والمركز الوطني محمد السادس للمعاقين تحت شعار (سياحة وإعاقة) بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي والعربي والوطني للأشخاص ذوي الإعاقة خلال الفترة من 11 ولغاية 13 يناير 2019 .  

وتصدَّرَ تفعيلُ القوانينِ و الإتفاقيات الدولية المصادق عليها وغير المطبقة قائمة توصيات الملتقى التي أكدت أهمية إصدار التشريعات الوطنية التي تضمن حق الأشخاص ذوي الإعاقة في السياحة  وإصدار كرَّاس شروط لكل المؤسسات السياحية والعامة يضم معايير التهيئة الشاملة التي تضمن للأشخاص ذوي الإعاقة يسر الولوج  إليها والعيش فيها.

ومن أهم التوصيات أيضاً مضاعفة الدعم المادي للجمعيات التي تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة  وتوعية موظفي المؤسسات السياحية ووسائل النقل بكيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة  وضرورة إحداث قاعدة بيانات إلكترونية لجميع المؤسسات المؤهلة لاستقبال الأشخاص ذوي الإعاقة  والعمل على تغيير نظرة المجتمع للأشخاص ذوي الإعاقة إعلامياً وثقافياً وتعليمياً ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن العمل في القطاع السياحي  واستخدام الحق في السياحة كوسيلة للدمج والتدريب على الاستقلالية واحترام الكرامة وتنظيم المخيمات المشتركة وتوفير الكوادر المدربة، والمواد التعليمية والإرشادية بما يلائم احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، ومشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في التخطيط، والتنفيذ وتقديم الخدمة للمستفيدين كلما كان ذلك ممكناً مع التأكيد على ضرورة تأهيل المواصلات العامة بتجهيزات تمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من استخدامها بسهولة ويسر.

تمثلت أهداف الملتقى بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال السياحة وتوظيفهم في المجال السياحي والتعريف بالتحديات السياحية التي تواجههم وضرورة تمكين وتهيئة المؤسسات السياحية لهم مع التأكيد على أهمية تحسين الخدمات المقدمة لهم في شركات الطيران والنقل عموماً والعمل على إصدار دليل إلكتروني سياحي للأشخاص ذوي الإعاقة.

شهد الملتقى مشاركة طيبة لمنظمة الاحتواء الشامل ومنظمة العمل الدولية ومنظمة اليونيسف ومنظمة حقوق الطفل ومنظمة الإعاقة  العالمية ومنظمة التحالف الدولي لتيسير الوصول في البيئات والتقنيات (GAATS) ومنظمة ألعاب السلام الدولية ووزارة الشؤون الاجتماعية التونسية ووزارة السياحة ووزارة الشباب والرياضة.  

وكانت الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي قدمت في الملتقى ورقة عمل بعنوان ( سياحة الأشخاص ذوي الإعاقة بين الواقع والمأمول) أكدت في مستهلها أن المجتمع الحديث أصبح أكثر وعياً واهتماماً بسياحة الأشخاص ذوي الإعاقة وتوفير كافة المقومات والخدمات اللازمة لهم باعتبارها أمراً ضرورياً ومسألة مهمة، الأمر الذي يتطلب من الهيئات المعنية بالسياحة في العالم العربي أن تعيد النظر في هذا الأمر، والذي يتطلب التعامل بإحترافية وتلبية كافة الرغبات والخدمات لهم.

وتطرقت في ورقة العمل إلى القانون الاتحادي رقم (29) لسنة 2006 في شأن حقوق المعاقين المعدل بقانون اتحادي رقم (14) لسنة 2009 حيث نصت المادة 20 و21 من الباب الثاني في الفصل الرابع حول الحياة العامة والثقافية والرياضة على اتخاذ عدة تدابير من الدولة لتحقيق مشاركة  الشخص المعاق في الحياة الثقافية والرياضية والترفيهية كما اشارت إلى الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي تمحورت المادة التاسعة منها حول إمكانية الوصول وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من العيش باستقلالية والمشاركة بشكل كامل في جميع جوانب الحياة.

اليافعي تحدثت عن دور مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في تأسيس الإتحاد الدولي للدمجِ والسياحة والترويح للجميع في نوفمبر 2008 بهدف تعزيز فكر ثقافة سياحة الأشخاص ذوي الإعاقة على الصعيد الدولي وخلق التفاعل وتدعيم الروابط والتعاون والتنسيق بين هذه الدول في إطار التكامل الاجتماعي والإنساني العربي الدولي تحقيقاً لمبادئ التنمية المستدامة.

وناقشت مجموعة من الحقائق حول سياحة الأشخاص ذوي الإعاقة حيث تقدر منظمة الصحة العالمية  أن 15٪ من سكان العالم (أكثر من مليار شخص) يعيشون مع شكل من أشكال الإعاقة وﺗؤكد ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺄن إﻣﮐﺎﻧﯾﺔ اﻟوﺻول ﻟﻟﺟﻣﯾﻊ إﻟﯽ اﻟﻣراﻓق اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت ﯾﺟب أن ﺗﮐون ﺟزءاً أساسياً ﻣن أي ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺳﯾﺎﺣﯾﺔ مسؤولة وﻣﺳﺗداﻣﺔ.

وتحدثت عن خطة العمل العالمية لعام 2030 التي تتضمن أهداف التنمية المستدامة الـ 17 حيث يركز الهدف 11 على مبادئ (جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة) مشيرة إلى أن هذا الهدف يجذب السياحة والترفيه من خلال دعوته لإحكام التصميم العالمي لنظم النقل التي يمكن الوصول إليها والمستدامة، والتحضر الشامل، والوصول إلى المساحات الخضراء والأماكن العامة.

الاستاذة منى شرحت مجموعة الإجراءات التي تقوم بها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية قبل زيارة الأشخاص ذوي الإعاقة إلى أية وجهة سواء داخل الإمارات أو خارجها وفي مقدمتها تحديد الأماكن المراد زيارتها وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة ومعرفة التسهيلات المتوفرة حسب نوع الإعاقة وإرسال من يطلع على الأماكن لمعرفة جاهزيتها للأشخاص ذوي الإعاقة سواءً من حيث التسهيلات أو من حيث مناسبة المكان للفئة العمرية ومخاطبة الجهات وإعلامهم بعدد الأشخاص ونوع الإعاقات المشاركة في الزيارة  مع توفير التسهيلات اللازمة للمعيشة (الفنادق وملائمتها لذوي الإعاقة, الأطعمة المناسبة حسب الحاجة وتوفير المواصلات المناسبة وتوفير أشخاص مدربين في المطارات خاصة للتعامل مع أي طارئ يحدث للأشخاص ذوي الإعاقة.

مدير المدينة ذكرت بعض أنواع السياحة التي نظمتها المدينة لطلابها ذوي الإعاقة ومنها السياحة الثقافية كبرنامج التبادل الثقافي مع مركز أمسات في المملكة المغربية والسياحة الدينية حيث سبق للمدينة أن نظمت خمس رحلات عمرة ورحلة حج لطلابها والسياحة الترفيهية كالرحلة السياحية إلى مطماطة في قرطاج تونس والمشاركة في المخيم الدولي الثامن للأشخاص ذوي الإعاقة في المغرب.



بعد ذلك قدمت اليافعي فكرة وافية عن مخيم الأمل في الشارقة الذي تنظمه المدينة منذ العام 1986 وحتى تاريخه والمدينة بذلك هي أول من تبنى مبدأ الترويح والترفيه وسيلة لتنمية قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة.

أيضاً من أنواع السياحة التي نظمتها المدينة السياحة الرياضية كمشاركة أبطال المدينة ضمن منتخب الإمارات للأولمبياد الخاص في لوس أنجلوس  عام 2015 ومشاركة منتخب الإمارات للأولمبياد الخاص في شنغهاي ـ الصين سنة 2007 بالإضافة إلى السياحة العلمية ومنها على سبيل المثال الزيارة التي قام بها طلاب الخدمات الإنسانية واطلعوا من خلالها على أساليب التعليم وطرق التدريس في المدرسة الأمريكية للصم في (ويست هارتفورد – كونيكتيكت) وجامعة جالوديت في العاصمة (واشنطن دي سي) بهدف تبادل الخبرات وتعزيز التعاون مع مدرسة الأمل للصم التابعة للمدينة لمواكبة التطورات الحاصلة في مجال التعليمي للصم.

إثر ذلك شهد الملتقى حواراً مع طالبي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية خالد طالب وعبدالله سالم وتجربتهما مع السياحة الترفيهية والعلمية والدينية.

مدير المدينة ذكرت في الختام مجموعة من إيجابيات سياحة الأشخاص ذوي الإعاقة ومنها زيادة الثقة في النفس، الاعتماد على الذات  والاستقلالية، زيادة المعرفة من خلال التعرف على بلدان وثقافات أخرى، تعزيز مبدأ المناصرة الذاتية، اكتساب المهارات الاجتماعية، الدمج و تكوين صداقات جديدة، والمساهمة في حث المسؤولين على اتخاذ القرارات التي من شأنها تحسين البيئة العمرانية وتسهيل الوصول.